محمد بن هارون البلخي

رب اغفر لي ولوالديّ …رب ارحمهما كما ربياني صغيرا

عن مالك بن دينار، قال: بينما أنا أطوف بالبيت الحرام إذ أعجبني كثرة الحجاج والمعتمرين، فقلت: ليت شعري من المقبول منهم فأهنئه، ومن المردود منهم فأعزيه. فلما كان الليل رأيت في منامي قائلاً، يقول: مالك بن دينار يسأل عن الحاج والمعتمرين؟ قد غفر الله لهم أجمعين، الصغير والكبير، الذكر والأنثى، الأسود والأحمر، إلا رجلاً واحداً فإن الله تعالى عليه غضبان، وقد رد الله حجه، وضرب به في وجهه. قال مالك: فنمت بليلة لا يعملها إلا الله عز وجل وخشيت أن أكون ذلك الرجل، فلما كانت الليلة الثانية، رأيت في منامي مثل ذلك، غير أنه قيل لي: ولست أنت ذلك الرجل، بل هو من خراسان من مدينة بلخ، يقال له: محمد بن هارون البلخي. فلما أصبحت أتيت قبائل خراسان، فقلت: أفيكم محمد بن هارون؟ قالوا: بخ بخ، تسأل عن رجل ليس بخراسان أعبد ولا أزهد منه ولا أقرأ منه. فعجبت من جميل ثناء الناس عليه وما رأيت في منامي. فقلت: أرشدوني إليه. قالوا: أنه منذ أربعين سنة يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يأوي إلا الخراب، ونظنه في خرائب مكة. فجعلت أجول في الخرابات، فإذا هو قائم خلف جدار، وإذا يده اليمنى معلقة في عنقه وقد شدها بقيدين عظيمين إلى قدميه، وهو راكع وساجد. فلما أحس بهمس قدمي، قال: من تكون؟ قلت: مالك بن دينار، قال: يا مالك ما جاء بك إليَّ؟ إن كنت رأيت رؤيا فاقصصها علي. قال: أستحي أن أقولها. قال: بل قل. فقصصتها عليه، فبكى طويلاً، وقال: كنت رجلا أكثر شرب المسكر، فشربت يوماً عند خدن لي حتى ثملت وزال عقلي، فأتيت منزلي فدخلت، فإذا بأمي توقد تنوراً لنا، فلما رأتني أتمايل بسكري، أقبلت تطعمني، وتقول: هذا آخر يوم من شعبان وأول ليلة من رمضان، يصبح الناس صواماً، وتصبح سكران!! أما تستحي من الله؟ فرفعت يدي فلكزتها. فقالت: تعست. فغضبت لقولها وحملتها بسكري ورميت بها في التنور فلما رأتني امرأتي، أدخلتني بيتاً وأغلقت علي. فلما كان آخر الليل ذهب سكري، دعوت زوجتي لفتح الباب، فأجابتني بجواب فيه جفاء، فقلت: ويحك ما هذا الجفاء؟ قالت: تستأهل ألا أرحمك. قلت: لم؟ قالت: قتلت أمك، رميت بها في التنور فاحترقت. فخرجت إلى التنور فإذا هي كالرغيف المحروق. فخرجت وتصدقت بمالي، وأعتقت عبيدي، وأنا مذ أربعين سنة أصوم النهار وأقوم الليل، وأحج كل سنة، ويرى لي كل سنة عابد مثلك هذه الرؤيا. فنفضت يدي في وجهه، وقلت: يا مشؤوم، كدت تحرق الأرض وما عليها بنارك، وغبت عنه بحيث أسمع حسه ولا أرى شخصه فرفع يديه إلى السماء، وقال: يا فارج الهم وكاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، لا تقطع رجائي، وتخيب دعائي.
فذهبت إلى منزلي ونمت، فرأيت في المنام قائلاً يقول: يا مالك لا تقنط الناس من رحمة الله. إن الله اطلع من الملأ الأعلى إلى محمد بن هارون فاستجاب دعوته، وأقال عثرته، عد إليه وقل له: أن الله يجمع الخلائق يوم القيامة، ويقتص للجماء من القرناء، ويجمع بينك وبين والدتك، فيحكم لها عليك، ويذيقك النار، ثم يهبك لأمك.

نُشِرت في غير مصنف | أضف تعليق

اتقوا الله

بسم الله الرحمن الرحيم

جاء في الأثر : من عاش تقيا عاش نقيا (أو قويا )

وقد تعلقت حياة الإنسان وسعادته بتقوى الله عز وجل، وإني إذ أستمد هذه الكلمات القليلة ذلك أن الله تبارك وتعالى قد أخبرنا بتلك الحقيقة الواضحة والتي نقلها جبريل عليه السلام من الله الكبير المتعال إلى سيدنا المصطفى أفضل الخلق وحبيب الحق صلوات ربي وسلامه عليه ، وذاك ما جاء في كتاب الله المجيد من الآيات التي تبين تلك العلاقة ،وقد ذكر صفات لابد من الإنسان أن يتحلى بها لينال رضوان ربه ويفوز بقربه في جنات النعيم ويبعده عن العذاب في قوله تبارك وتعالى:

وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21) سورة اللليل

أما الآيات التي تحض على تقوى الله سبحانه وتعالى فهي كثيرة لمن أراد أن يتمعن في كتابه العزيز وأذكر هنا قوله تبارك وتعالى بعد :

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

سورة البقرة :

وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)

وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)

وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)

وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)

وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196)

وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231)

وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233)

وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282)

في سورة آل عمران

فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)

وفي سورة النساء

وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)

في سورة المائدة

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4)

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)

اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)

وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57)

وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (88)

فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100)

وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (108)

سورة الأنفال

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69)

سورة الحجر

وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ (69)

سورة الحجرات

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)

وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)

سورة المجادلة

وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9)

سورة الحشر

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)

سورة الممتحنة

وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)

سورة الطلاق

وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ….. (1)

وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (3)

وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)

وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5)

صدق الله العظيم

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

اللهم اجعلنا هادين مهديين غير ضالين ولا مضلين

و املأ قلوبنا من تقواك

يا رب العالمين

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نُشِرت في إسلاميات | 11 تعليق

كلمات رائعة للدكتور النابلسي حفظه الله

متى تغضب؟

   

أخي في الله أخبرني متى تغضبْ ؟

إذا انتهكت محارمنا

إذا نُسفت معالمنا ، ولم تغضبْ

إذا قُتلت شهامتنا ، إذا ديست كرامتنا

إذا قامت قيامتنا ، ولم تغضبْ

فــأخبرني متى تغضــبْ ؟

يموت أبناء غزة تحت سمعنا وبصرنا ، يموت الأطفال :

إذا نُهبت مواردنا ، إذا نكبت معاهدنا

إذا هُدمت منازلنا ، إذا قطعت طرائقنا

وظلت قدسنا تُغصبْ

ولم تغضبْ

فأخبرني متى تغضبْ ؟

عدوي أو عدوك يهتك الأعراض

يعبث في دمي لعباً

إذا لله.. للحـــرمات.. للإسلام لم تغضبْ

فأخبـــرني متى تغضبْ ؟!

رأيتَ هناك أهوالا

رأيتَ الدم شلالاً

رجالاً شيعوا للموت أطفالاً

رأيتَ القهر ألواناً وأشكالاً

ولم تغضبْ

فأخبـــرني متى تغــضبْ ؟

فصارحني بلا خجلٍ.. لأية أمة تُنسبْ ؟!

في حصار عربي إسرائيلي  :

فصارحني بلا خجلٍ.. لأية أمة تُنسبْ ؟!

فلست لنا ، ولا منا ، ولست لعالم الإنسان منسوبا

ألم يحزنك ما تلقاه أمتنا من الهول ؟

ألم يخجلك ما تجنيه من مستنقع الوحل؟

وما تلقاه في دوامة الإرهاب والقتل ِ

ألم يغضبك هذا الواقع المعجون بالذلِ

وتغضب عند نقص الملح في الأكلِ!!

ألم يهززك منظر طفلة ملأت

مواضعَ جسمها الحفرُ

ولا أبكاك ذاك الطفل في هلعٍ

بظهر أبيه يستترُ

فما رحموا استغاثته

ولا اكترثوا ولا شعروا

فخـــرّ لوجهه ميْتـــاً

متى التوحيد في جنبَيْك ينتصرُ؟

أتبقى دائماً من أجل لقمة عيشكَ

المغموسِ بالإذلال تعتذرُ؟

متى من هذه الأحداث تعتبرُ؟ متى تغضب ؟

***

أيها الأخوة الكرام ، ادعوا لأخوتنا في غزة ، الدعاء مقبول وتمنوا أن تقدموا لهم كل ما تستطيعون ، ونية المؤمن خير من عمله ، لكن نحن في محنة شديدة أيها الأخوة ،  محنتنا أننا ابتعدنا عن الله وماتت في نفوس الأمة كل معاني الشهامة والبطولة :

ربّ وامعتصماه  انطلقت               ملء أفواه الــبنات اليتم

لامست أسماعهم لـكنها               لم تلامس نخوة  المعتصم

نُشِرت في غير مصنف | 2 تعليقان

الدعاء لأهل غزة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

 

اللهم فرّج عن إخواننا في غزة .. وفك أسرهم .. واكشف الغمّة عنهم برحمتك يا أرحم الراحمين،

اللَّهُمَّ إِنَّ بِإِخْوانِنا الْمَنْكُوبِينَ فِي غَزَّةَ مِنَ البَلاَءِ مَا لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ أَنْتَ، وَإِنَّ بِنا مِنَ الوَهَنِ وَالتَّقْصِيرِ مَا لاَ يَخْفَى عَلَيْكَ، إِلَهَنا إِلَى مَنْ نَشْتَكِي وَأَنْتَ الكَرِيمُ القَادِر، أَمْ بِمَنْ نَسْتَنْصِرُ وَأَنْتَ المَوْلَى النَّاصِر، أَمْ بِمَنْ نَسْتَغِيثُ وَأَنْتَ المَوْلَى القَاهِر، اللَّهُمَّ يا مَنْ بِيَدِهِ مَفاتِيحُ الفَرَجِ فَرِّجْ عَنْ إِخْوانِنا وَاكْشِفْ ما بِهِمْ مِنْ غٌمَّةٍ. اللَّهُمَّ يا عَزِيزُ يا جَبَّارُ يا قَاهِرُ يا قَادِرُ يا مُهَيْمِنُ يا مَنْ لاَ يُعْجِزُه شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّماءِ، أَنْزِلْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ عَلَى اليَهُودِ الصَّهَايِنَةِ وَمَنْ يُعِينُهُمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ

اللهم أرنا بهم عجائب قدرتك اللهم أرنا بهم عجائب قدرتك اللهم أرنا بهم عجائب قدرتك

يا ذا القوة المتين يا ذا القوة المتين يا ذا القوة المتين

اللَّهُمَّ إنَّ اليَّهُودَ وَأَنْصَارَهُمْ وَأَحْلاَفَهُمْ وَأَعْوَانَهُمْ مِنَ الكَافِرِينَ وَالمُنَافِقِينَ قَدْ اجْتَمَعَت مَكِيدَتُهُم عَلَيْنا وَعَلَى إِخْوَانِنا فِي غَزَّةَ، حَتَّى اسْتَشْرى شَرُّهُم، وَوَقَدَتْ جَمْرَتُهُم، وَامْتَنَعَ حَدُّهُم. اللَّهُمَّ حَصِّنِ ضِعَافَ المُسْلِمِينَ في حُصُونٍ حَصِينَةٍ، وآوِهِمْ إلى مَلاَجِئَ حَرِيزَةٍ، وَاحْمِهِم وَامْنَعْهُم فِي مَغَارَاتٍ مَنِيعَةٍ. اللَّهُمَّ ثَبِّتْ الْمُجاهِدِينَ عِندَ تَدَانِي الْحِزْبَيْنِ، وتَصَافِّ الطَّائِفَتَيْنِ ومَكِّنَّا اللَّهُمَّ مِن أَعْدَائِكَ، وأَعِنَّا عَلى حَصْرِهِم فِي مَضَايِقِهِمْ، وتَضْيِيقِ مَذَاهِبِهِمْ، والأَخْذِ بِمَخْنَقِهِم أنتَ عَضُدُنا، وأنتَ نَصِيرُنا؛ بِكَ نَحُولُ، وبِكَ نَصُولُ، وبِكَ نُقَاتِلُ.

اللهم يا من لا يرد سائله ولا يخيب للعبد وسائله، اللهم انصر إخواننا في فلسطين،اللهم اجمع شملهم واجبر كسرهم ولَم شعثهم وآمن روعهم، اشف مرضاهم وعافي مبتلاهم وأصلح حوالهم

اللهم كن لهم عونا وناصرا وحافظا وأمينا يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين

اللَّهُمَّ يا مَنْ بِيَدِهِ مَقَالِيدُ الأُمُورِ، يا مَنْ يُغَيِّرُ وَلاَ يَتَغَيَّرُ قَدْ اشْتاقَتْ أُنْفُسُنا إِلَى عِزَّةِ الإِسْلاَمِ، فَنَسْأَلُكَ نَصْراً تُعِزُّ بِهِ الإِسْلاَمَ وَأَهْلَهُ وَتٌذِلُّ بِهِ البَاطِلَ وَأَهْلَهُ

استغفر الله استغفر الله .. سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر .. سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

لا إله إلا الله العظيم الحليم , لا إله إلا الله رب العرش العظيم , لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم … لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين … الله الله ربي لا أشرك به شيئاً

نُشِرت في غير مصنف | أضف تعليق

مالي وللنجم يرعاني وأرعاه

 

رائعة الشاعر الكبير محمود غنيم

مالي وللنجم يرعاني وأرعاه *** أمسى كلانـا يعـاف الغمـض جفنـاه

لي فيك يا ليـل آهـات أرددهـا *** أواه لـو أجـدت المحـزون  أواه

لا تحسبني محبا يشتكي وصبا *** أهون بما فـي سبيـل الحـب ألقـاه

إنـي تذكـرت والذكـرى مؤرقـة *** مجـدا تليـدا بأيدنـا  أضعنـاه

ويح العروبة كان الكون مسرحها *** فأصبحت تتـوارى فـي  زوايـاه

أنّى نظرت إلى الإسلام في بلد *** تجـده كالطيـر مقصوصـا جناحـاه

كم صرّفتنـا يـد كنـا نصرفهـا *** وبـات يحكمنـا شعـب  ملكنـاه

كم بالعراق وكم بالهند من شجـن *** شكـا فـرددت الأهـرام شكـواه

بني العروبة إن القرح مسكم *** ومسنـا نحـن فـي الإسـلام أشبـاه

لسنا نمـد لكـم أيمـان ناصلـة *** لكنمـا هـو ديـن مـا  قضينـاه

هل كان دين ابن عدنان سوى فلق *** شق الوجود وليل الجهل يغشـاه

سل الحضارة ماضيها وحاضرها *** هل كـان يتصـل العهـدان لـولاه

هي الحنيفة عين الله تكلؤهـا *** فكلمـا حاولـوا تشويههـا  شاهـوا

هل تطلبون من المختار معجزة *** يكفيه شعب مـن الأجـداث  أحيـاه

من وحّد العرب حتى صار واترهـم *** إذا رأى ولـد الموتـور آخـاه

وكيف كانوا يدا في الحرب واحدة *** من خاضها بـاع دنيـاه بأخـراه

وكيف ساس رعاة الإبل مملكة *** ما ساسها قيصر من قبـل أو  شـاه

سنوا المساواة لا عرب ولا عجم *** ما لامـرىء شـرف إلا  بتقـواه

ورحب الناس بالإسلام حيـن رأوا *** أن الإخـاء وأن العـدل مغـزاه

يا من رأى عمرا تكسوه بردته *** والزيـت أدم لـه والكـوخ  مـأواه

يهتز كسرى على كرسيه فرقا *** من بأسـه وملـوك الـروم تخشـاه

سل المعالي عنـا إننـا عـرب *** شعارنـا المجـد يهوانـا ونهـواه

هي العروبة لفظ إن نطقت به *** فالشـرق والضـاد والإسـلام معنـاه

استرشد الغرب بالماضي فأرشده *** ونحن كـان لنـا مـاض نسينـاه

إنا مشينا وراء الغـرب نقبـس مـن *** ضيائـه فأصابتنـا شظايـاه

بالله سل خلف بحر الروم عن عرب *** فالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا

فإن تراءت لك الحمراء عن كثب *** فسائل الصرح أين العـز  والجـاه

وانزل دمشق وخاطب صخر مسجدها *** عمّن بناه لعل الصخـر ينعـاه

وطُفْ ببغداد وابحث في مقابرها *** علّ امرءاً من بني العبـاس تلقـاه

هذي معالم خرسٌ كل واحـدة *** منهـن قامـت خطيبـا فاغـرا فـاه

الله يشهد ما قلبت سيرتهـم *** يومـا وأخطـأ دمـع العيـن مجـراه

أين الرشيد وقد طـاف الغمـام بـه *** فحيـن جـاوز بغـداد تحـداه

ماض تعيش على أنقاضه أمم *** وتستمد القـوى مـن وحـي ذكـراه

لا در در امرىء يطري أوائله *** فخرا، ويطرق إن ساءلتـه مـا هـو

اللهمَّ قد أصبحت أهواؤنا شيعا *** فامنن علينـا بـراع أنـت ترضـاه

راع يعيد إلى الإسلام سيرتـه *** يرعـى بنيـه وعيـن الله  ترعـاه

نُشِرت في الشعر | 4 تعليقات

يا ساكنة القلب

عبد الرحمن العشماوي

يــا سـاكنــة القـلب

بين عينيك قطوف دانية 

وغصون ترسم الظل.. 

على أطراف ثوب الرابية 

أنت.. 

ما أنت سوى الغيث الذي يغسل وجه الدالية 

أنت.. 

ما أنت سوى اللحن الذي يرسم ثغر القافية 

أنت لفظ واحد في لغة الشوق محدد 

أنت لفظ بارز .. 

من كل أصناف الزيادات مجرد 

أنت للشعر نغم 

أنت فجر .. 

يفرش النور على درب القلم 

أنت .. ما أنت؟؟ 

شذا .. نفح خزامي يملأ النفس رضا 

يمحو الألم 

أنت ـ يا ساكنة القلب ـ لماذا تهجرين؟؟ 

ولماذا تسرقين الأمل المشرق من قلبي 

وعني تهربين؟ 

ولماذا تسكتين؟ 

ولماذا تغمدين السيف في القلب الذي تمتلكين؟؟ 

ولماذا تطلقين السهم نحوي.. 

سهمك القاتل لا يقتلني وحدي.. 

فهل تنتحرين؟؟ 

مؤلم هذا السؤال المر .. 

نار في قلوب العاشقين 

فلماذا تهجرين؟؟ 

أنت.. 

من أنت؟؟ 

يد تفتح باب العافية 

راحة تسمح عيني الباكية 

وأنا.. 

طفل على باب الأماني ينتظر 

شاعر يشرب كأس الحزن 

يدعو يصطبر 

أنا نهر الأمل الجاري الذي لا ينحسر 

لم أحرك مقلة اليأس 

ولم انظر بطرف منكسر 

أنا ـ يا ساكنة القلب ـ الذي لا تجهلين 

شاعر يمسح بالحب .. 

دموع البائسين 

شاعر يفتح في الصحراء دربا.. 

للحيارى التائهين 

أنا ـ يا ساكنة القلب ـ الذي يفهم ما تعني الإشارة 

أنا من لا يجعل الحب تجارة 

أنا من لا يعبد المال . ولا يرضى بأن يخلع للمال إزاره 

أنا من لا يبتني في موقع الذلة داره 

أنا من لا يلبس الثوب لكي يخفي انكساره 

أنا.. 

من لا ينكر الود 

ولا يحرق أوراق العهود 

ما لأشواقي حدود 

لهفتي تبدأ من أعماق قلبي 

وإلى قلبي تعود 

راكض.. 

والأمل الباسم يطوي صفحة الكون 

ويجتاز السدود 

راكض. . اتبع ظلي .. 

وأدوس الظل أحيانا.. 

وأحياناً أرى ظلي ورائي تابعاً يمنح إصراري الوقود 

لم أصل بعد.. 

ولم ألمس يد الشمس 

ولم اسمع تسابيح الرعود 

راكض.. 

مازلت أستشرف ما بعد الوجود 

لم أزل أبحث عن حور.. 

وعن مجلس أنس بين جنات الخلود 

لم أزل أهرب من عصري الذي يحرق كفيه.. 

ويرضى بالقيود 

أنا ـ يا ساكنة القلب ـ فتى يهفو إلى رب ودود 

لا تقولي: أنت من؟ 

ولماذا تكتب الشعر 

وعمن.. 

ولمن؟؟ 

أنا كالطائر يحتاج إلى عش على كفّ فنن 

حلمي يمتد من مكة .. 

يجتاز حدود الأرض 

يجتاز الزمن 

حلمي يكسر جغرافية الأرض التي ترسم حداً للوطن 

حلمي.. 

أكبر من آفاق هذا العصر 

من صوت الطواغيت الذي يشعل نيران الفتن 

حلم المسلم ـ يا ساكنة القلب ـ 

كتاب الله, والسنة, والحق الذي.. 

يهدم جدران الإحن 

أتقولين: لماذا تكتب الشعر وعمن ولمن؟؟ 

أكتب الشعر لعصر هجر الخير وللشر احتضن 

أكتب الشعر لعصر كره العدل وبالظلم افتتن 

أكتب الشعر لأن الشعر من قلبي 

وقلبي فيه حب وشجن ..

 

نُشِرت في الشعر | أضف تعليق

هو رامي أو محمد

قصيدة رائعة للشاعر عبد الرحمن العشماوي

 

هـو رامـي أو محمــد

هو رامي أو محمَّد

صورةُ المأساة تشهد:

أنَّ طفلاً مسلمِاً في ساحة الموتِ تمدَّد

أنَّ جنديَّاً يهودياً على الساحةِ عربَد

وتمادى وتوعَّد

ورمى الطفلَ وللقتلِ تعمَّد 

هو رامي أو محمَّد 

صورة المأساةِ تشهد: 

أنَّ طفلاً وأباً كانا على وعدٍ من الموتِ محدَّد 

مات رامي أو محمَّد 

مات في حضن الأَب المسكينِ. 

والعالَمُ يشهد 

مَشهدٌ أبصرَه الناسُ. 

وكم يخفى عن الأعيُنِ مشهَد 

هو رامي أو محمَّد 

صورة المأساةِ تشهد: 

إنَّ إرهابَ بني صهيونَ. 

في صورته الكبرى تجسَّد 

أنَّ حسَّ العالَم المسكونِ بالوَهم تبلَّد 

أنَّ شيئا ً اسمُه العطفُ على الأطفالِ. 

في القدس تجمَّد 

هو رامي أو محمَّد 

صورة المأساةِ تشهد: 

أن لصَّاً دخل الدَّارَ وهدَّد 

ورأى الطفلَ على ناصيةِ الدَّرب فسدَّد 

وتعالى في نواحي الشارع المشؤومِ صوت القصفِ حيناً. 

وتردَّد 

صورة المأساةِ تشهد: 

أنَّ جيشاً من بني صهيونَ. 

للإرهابِ يُحشَد 

أنَّ نارَ الظلم والطغيانِ تُوقَد 

أنَّ آلافَ الخنازير. 

على المنبع تُورَد 

هذه الطفلةُ سارةْ 

زهرةٌ فيها رُواءٌ ونضارةْ 

رَسَمَ الرشّاشُ في جبهتها. 

شَكلَ مَغارة 

لم تكن تعلم أن الظالم الغاشمَ أزبَد 

وعلى أشلائها جمَّع أشلاءً وأوقَد 

هو رامي أ و محمَّد 

صورة المأساةِ تشهَد: 

أنَّ جرحَ الأمةِ النازفَ منها لم يُضَمَّد 

أنَّ دَينَ المجد مازال علينا. 

لم يُسَدَّد 

أنَّ باب المجدِ مازالَ. 

عن الأمَّةِ يُوصَد 

صورة المأساة تشهد: 

أنَّ أشجاراً من الزيتونِ تُجتَثُّ. 

وفي موقعها يُغرَسُ غرقَد 

أنَّ تمثالاً من الوهمِ. 

على تَلٍّ من الإلحادِ يُعبَد 

هو رامي أو محمَّد 

صورةُ المأساةِ تشهد: 

أنَّ ما أدَلى به التاريخُ. 

من أخبار صهيونَ مؤكَّد 

أنَّ ما نعرف من أحقادِ صهيونَ تجدَّد 

ما بَنُو صهيونَ إلاَّ الحقدُ. 

في صورةِ إنسانٍ يُجسَّد 

أمرُهم في نَسَق الناسِ معقَّد 

يا أعاصيرَ البطولاتِ احمليهم 

ووراء البحر في مستنقع الذُّلِّ اقذفيهم 

وعن القدسِ وطُهر القِبلة الأُولى خذيهم 

قرِّبيهم من مخازيهم وعنَّا أبعديهم 

هو رامي أو محمَّد 

هو سعدٌ وسعيدٌ ورشيدٌ ومُرشَّد 

هي لُبنَى هي سُعدى وابتسامٌ وهيَ سارةْ 

هم بواكيرُ زهور المجد في عصر الإثارَةْ 

هم شموخٌ في زمانٍ أعلن الذلُّ انكسارة 

هم وقود العزم والإقدامِ عنوانُ الجَسَارة 

هم جميعاً جيلنا الشامخُ. 

أطفالُ الحجارَة ْ 

لو سألناهم لقالوا: 

ما الشهيدُ الحرُّ. 

إلا جَذوَةٌ تُوقِِدُ نارَ العزمِ. 

والرَّأيِ المسدَّد 

ما الشهيد الحرُّ إلاَّ. 

شَمعَةٌ تطرد ليلَ اليأسِ. 

والحسِّ المجمَّد 

ما الشهيد الحرُّ إلاَّ. 

رايةُ التوحيد في العصر المُعَمَّد 

ما الشهيدُ الحرُّ إلاَّ. 

وَثبَةُ الإيمانِ في العصر المهوَّد 

ما الشهيدُ الحرُّ إلاَّ. 

فارسٌ كبَّر للهِ ولمَّا حَضَرَ الموتُ تشهَّد 

ما الشهيدُ الحُرُّ إلا. 

روح صدِّيقٍ إلى الرحمنِ تصعَد 

أيُّها الباكونَ من حزنٍ علينا. 

إنما يُبكَى الذي استسلمَ للذلِّ وأخلَد 

نحن لم نُقتل. 

ولكنَّا لقينا الموتَ أعلى همَّةً منكم وأمجد 

نحن لم نحزن ولكنا فرحنا ورضينا 

فافرحوا أنَّا غسلنَا عنكم الوهمَ الملبَّد 

طلِّقوا أوهامكم. 

إنَّا نرى الغايةَ أبعَد 

هو رامي أو محمَّد 

هو سعدٌ وسعيدٌ ورشيدٌ ومرشَّد 

ربَّما تختلف الأسماءُ لكن 

هَدَفُ التحرير للأقصى موحَّد. 

نُشِرت في الشعر | أضف تعليق

حزب البحر للإمام الشاذلي

حزب البحر

 

اللَّهُمَّ يا عليُّ يا عظيمُ يا حليمُ يا عليمُ * أنت ربي وعلمُكَ حسبي * فنعمَ الربُّ ربي ونعمَ الحسْبُ حَسبي * تنصرُ من تشاء وأنت العزيزُ الرحيمُ * نسألُكَ العِصمةَ في الحركاتِ والسَّـكنَـاتِ والكلماتِ والإراداتِ والخَطَراتِ من الشكوكِ والظُّنونِ * والأوهـام السـاترةِ للقلوبِ عن مُطالعةِ الغيوب * فقدِ * ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا *

*وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا *فَثَبِّتنا وانصرنا وسَخِّرْ لنا هذا البحرَ كما سخَّرْتَ البحرَ لموسى * وسخَّرْتَ النارَ لإبراهيمَ * وسخَّرْتَ الجبال والحديد لداودَ * وسخَّرت الرِّيحَ والشياطينَ والجنَّ لسليمانَ * وسخِّر لنا كلَّ بحرٍ هو لك في الأرض و السماء والملكِ والملكوتِ * وبحرَ الدنيا وبحرَ الآخرةِ * وسخِّرْ لنا كلَّ شيء يا من بيده ملكوتُ كلِّ شيءٍ *

* كهيعص *(3) * اُنصرنا فإنك خير الناصرين * وافتح لنا فإنك خيرُ الفاتحين * واغفر لنا فإنك خير الغافرين * وارحمْنا فإنك خيرُ الراحمين * وارزقنا فإنك خيرُ الرازقين * واهدِنا ونجّنا من القومِ الظالمين * وهبْ لنا ريحاً طيّبةً كما هي في علمك * وانشرها علينا من خزائِنِ رحمتِك * واحْمِلنا بها حمل الكرامةِ مع السلامةِ والعافيةِ في الدين والدنيا والآخرةِ * *إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* اللهم يسِّر لنا أمورنا مع الراحةِ لقلوبِنَا وأبدانِنا * والسلامةِ والعافيةِ في ديننا ودُنْيانا * وكن لنا صاحباً في سفرِنا * وخليفةً في أهلنا * واطْمِس على وجُوهِ أعدائِنَا وامسخْهُم على مكانَتِهم فلا يستطيعون المُضِي ولا المجيء إلينا*

* وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ * وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ *يس *وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ *إِنَّكَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ *عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ *تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ *لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ *لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ *إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ *وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ *(شاهَت الوجوهُ )(3) * * وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا * طس * حم عسق * مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * حم حم حم حم حم حم حم * حُمَّ الأمرُ وجاء النصرُ فعلينا لا يُنصرون *حم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ *بِسم الله بابُنا * *تَباركَ *حيطانُنا * *يس* سقفُنا * *كهيعص *كِفايتُنا * * حم عسق *حمـايتنـا    

* فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيـمُ *(3) سِترُ العرشِ مسبولٌ علينا * وعينُ اللهِ ناظرةٌ إلينا * بحول الله لا يقدرُ علينا* *وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ * * *فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ  * (3) * إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ* (3) *حَسْبِي اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * (3) * ( بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) (3) ( أعوذ بكلمات الله التَّامَّات من شرِّ ما خلق ) (3‏) (ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العلي العظيم ) (3) * وصلّى الله على سيدنا محمدٍ وآله وصحبه وسلَّم * *سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *


 

نُشِرت في إسلاميات | 19 تعليق

حزب البر للإمام الشاذلي

حزب البر للإمام الشاذلي

 

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ * آلر * كهيعص* حم عسق * رَبِّ احْكُمْ ‎بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ * طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) (3) اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعلَمُ أَنِّي باِلجَهَالَةِ مَعرُوفٌ * وَأَنْتَ بِالعِلمِ مَوصوفٌ * وَقَدْ وَسِعْتَ كُلِّ شَئٍ مِنْ جَهَالِتي بِعِلْمِكَ * فَسَعْ ذَلِكَ بِرَحْمَتِكَ كَمَا وَسِعْتَهُ بِعِلْمِكَ وَاغْفِرْ لِي *إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يا اَللهُ يا مالِكُ يا وَهَّابُ هَبْ لَنَا مِنْ نُعْمَاكَ مَا عَلِمْتَ لَنَا فيهِ رِضَاكَ وَاكْسُنَا كِسوَةً تَقِينَا بِها مِنَ الفِتَنِ في جَميعِ عَطاياكَ * وَقَدِّسْنَا بِها عَنْ كُلِّ وَصْفٍ يوجِبُ نَقْصاً مِمَّا اسْتَأْثَرْتَ بِهِ في عِلمِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ* يا اَللهُ يا عظيمُ يا عَلِيُّ يا كبيرُ نَسْأَلُكَ الفقرَ مِمَّا سِواكَ * والغِنى بِكَ حتى لا نَشْهَدَ إِلا إِيَّاكَ * وَالطُفْ بنا فيهِما لُطْفاً عَلِمْتَهُ يَصلُحُ لِمَنْ وَالاكَ * واكْسُنَا جَلابيبَ العِصمَةِ في الأنفاسِ واللَّحَظَاتِ * وَاجْعَلْنا عَبيداً لكَ في جميعِ الحالاتِ * وَعَلِّمْنا مِنْ لَدُنْكَ عِلماً نَصيرُ بِهِ كامِلينَ في المحَيا والمَمَاتِ * اللَّهُمَّ أَنْتَ الحميدُ * الرَّبُّ المجيدُ الفَعَّالُ لِما تُريدُ * تَعْلَمُ فَرَحَنَا بِماذا وَلِماذا وَعلى ماذا وَتَعْلَمُ حُزنَنَا كَذلِكَ وَقَدْ أَوْجَبْتَ كَونَ ما أَرَدْتَهُ فينا ومِنَّا ولا نَسْأَلُكَ دَفْعَ ما تُريدُ وَلكنْ نَسْأَلُكَ التَّأييدَ بِروحٍ مِنْ عِندِكَ فيما تُريدُ كما أيَّدْتَ أنْبِياءَكَ وَرُسُلَكَ وخاصَّةً الصِّدِّيقينَ مِن خَلْقِكَ *إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ * فَهَنيئاً لِمَنْ عَرَفَكَ فَرَضِي بِقَضائِكَ والويلُ لِمَنْ لم يَعْرِفْكَ بَلِ الوَيلُ ثُمَّ الوَيلُ لِمَنْ أَقَرَّ بوَحدانِيَّتِكَ وَلَمْ يَرْضَ بِأحْكامِكَ * اللَّهُمَّ إِنَّ القَومَ قَدْ حَكَمْتَ عَلَيهِمْ بِالذُّلِّ حتَّى عُزُّوا وَحَكَمْتَ عَلَيهِمْ بِالْفَقْدِ حتَّى وَجَدوا فَكُلُّ عِزٍّ يَمنَعُ دونَكَ فَنَسْأَلُكَ بَدَلَهُ ذُلاًّ تَصْحَبُهُ لَطائِفُ رَحمَتِكَ وَكُلُّ وَجْدٍ يّحْجُبُ عَنْكَ فَنَسْأَلُكَ عِوَضَهُ فَقْداً تَصحَبُهُ أَنْوَارُ مَحَبَّتِكَ * فَإِنَّهُ قَدْ ظَهَرَتِ السَّعادَةُ على مَنْ أحْبَبْتَهُ وَظَهَرَتِ الشَّقاوَةُ على مَنْ غَيرُكَ مَلَكَهُ فَهَبْ لنا مِنْ مَواهِبِ السُّعَدَاءِ * واعْصِمْنَا مِنْ مَوارِدِ الأَشْقِيَاءِ * اللَّهُمَّ إِنَّا قَدْ عَجَزْنَا عَنْ دَفْعِ الضُّرِ عَنْ أَنْفُسِنَا مِنْ حَيثُ تَعلَمُ بِما نَعْلَمُ فَكيفَ لا نَعْجَزُ عَنْ ذلِكَ مِنْ حَيثُ لا نَعْلَمُ بما لا نَعْلَمُ وَقَدْ أمَرْتَنَا وَنَهَيْتَنَا * وَالمَدْحُ والذَّمُّ أَلْزَمْتَنَا * فَأَخُو الصَّلاحِ مَنْ أَصْلَحْتَهُ * وَأَخُو الفسادِ مَنْ أضْلَلْتَهُ * والسَّعِيدُ حَقّاً مَنْ أغْنَيَتَهُ عَنِ السُّؤَالِ مِنْكَ * والشَّقِيُّ حَقاًّ مَنْ أَحْرَمْتَهُ مَعَ كَثْرَةِ السُّؤَالِ لَكَ فَأَغْنِنَا بِفَضْلِكَ عَنْ سُؤالِنَا مِنْكَ * وَلا تُحْرِمُنَا مِنْ رَحْمَتِكَ مَعَ كَثْرَةِ سُؤالِنَا لَكَ * وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * 

    يا شَديدَ البَطْشِ يا جَبَّارُ يا قَهَّارُ يا حَكيمُ نَعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما خَلَقْتَ وَنَعوذُ بِكَ مِنْ ظُلْمَةِ ما أَبْدَعْتَ * وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ كَيْدِ النفُوسِ فيما قَدَّرْتَ وأَرَدْتَ * ونَعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الحُسَّادِ على ما أَنْعَمْتَ * ونَسْأَلُكَ عِزَّ الدُنيا والآخِرَةِ كما سَأَلَكَهُ نَبِيُّكَ مُحَّمَدٌ e عِزَّ الدُّنْيَا بِالإيمانِ والمَعْرِفَةِ وَعِزَّ الآخِرَةِ بِاللِّقاءِ والمُشاهَدَةِ إِنَّكَ سَميعٌ قَريبٌ مُجيبٌ * اَللَّهُمَّ إِنِّي أُقَدِّمُ إلَيْكَ بَينَ يَدَيْ كُلِّ نَفَسٍ وَلَمْحَةٍ وَطَرْفَةٍ يَطْرِفُ بِهَا أَهْلُ السَّماواتِ وَأَهْلُ الأَرضِ وَكُلَّ شَيءٍ هُوَ في عِلْمِكَ كآئِنٌ أَو قَدْ كانَ أُقَدِّمُ لَكَ بَينَ يَدَيْ ذَلِكَ كُلِّهِ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤدُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ *

أَقسَمْتُ عَلَيْكَ بِبَسْطِ يَدَيْكَ وَكَرَمِ وَجْهِكَ وَنُورِ عَيْنِكَ وَكَمالِ أَعْيُنِكَ أن تُعْطِيَنا خَيْرَ ما نَفَذَتْ بِهِ مَشيئَتُكَ وَتَعَلَقَتْ بِهِ قُدْرَتُكَ وَجَرى بِهِ قَلَمُكَ وَأَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَاكفِنَا شَرَّ ما هُوَ ضِدٌّ لِذَلِكَ وَأَكْمِلْ لَنَا دينَنَا وَأَتْمِمْ عَلَينا نِعْمَتَكَ وَهَبْ لَنَا حِكْمَةَ الحِكْمَةِ البالِغَةِ مَعَ الحياةِ الطيبةِ والمَوتَةِ الحَسَنَةِ وَتَوَلَّ قَبْضَ أَرْواحِنَا بِيَدِكَ وَحُلْ بَينَنَا وَبَيْنَ غَيْرِكَ في البَرْزَخِ وما قَبْلَهُ وما بَعْدَهُ بِنُورِ ذَاتِكَ وَعَظيمِ قُدْرَتِكَ وَجَميلِ فَضْلِكَ *إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يَا اَللهُ يا عَلِيُّ يا عَظيمُ يا حَليمُ يا حَكيمُ يا كَريمُ يا سَميعُ يا قَريبُ يا مُجيبُ يا وَدُودُ حُلْ بَيْنَنَا وَبَينَ فِتْنَةِ الدُنْيَا والنِّساءِ والغَفْلَةِ والشَّهوَةِ وَظُلمِ العِبادِ وَسوءِ الخُلُقِ وَاغفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَاقْضِ عَنَّا تَبِعاتِنَا وَاكشِفْ عنَّا السُّوءَ وَنَجِنا مِنَ الغَمِّ وَاجعَلْ لَنَا مِنْهُ مَخْرَجا *إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يَا اَللهُ يَا اَللهُ يَا اَللهُ يا لَطيفُ يا رَزَّاقُ يا قَويُّ يا عَزيزُ لَكَ مَقَاليدُ السَّماواتِ والأرْضِ تَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ تَشَاءُ وتَقْدِرُ فابْسُطْ لنا مِنَ الرِّزْقِ ما تُوَصِّلُنَا بِهِ إلى رَحْمَتِكَ ومِنْ رَحْمَتِكَ ما تَحولُ بهِ بينَنَا وَبَينَ نِقَمِكَ وَمِنْ حِلْمِكَ ما يَسَعُنَا بِهِ عَفوُكَ واخْتِمْ لنا بِالسَّعادَةِ التي خَتَمْتَ بِها لأوليآئِكَ * وَاجْعَلْ خَيْرَ أَيَّامِنا وَأَسْعَدَهَا يَوْمَ لِقائِكَ * وَزَحْزِحْنَا في الدُّنْيَا عَنْ نَارِ الشَّهْوَةِ وأدْخِلْنَا بِفَضْلِكَ في مَيَادينِ الرَّحمةِ واكسُنَا مِنْ لَدُنْكَ جَلابيبَ العِصمَةِ واجْعَلْ لَنَا ظَهيراً مِنْ عُقُولِنَا وَمُهَيمِناً مِن أَرْوَاحِنَا ومُسَخِّراً مِنْ أنْفُسِنَا كي نُسَبِّحَكَ كَثِيراً ونَذْكُرَكَ كثيراً * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا * وَهَبْ لَنَا مُشاهَدَةً تَصحَبُهَا مكالَمَةً * وافْتَحْ أَسْمَاعَنَا وأبْصَارَنَا واذْكُرْنَا إذا غَفَلْنَا عَنْكَ بِأَحْسَنِ ما تَذْكُرْنَا بِهِ إِذا ذَكَرْناكَ وارْحَمْنَا إذا عَصَيْنَاكَ بِأَتَمِّ ما تَرْحَمُنَا بِهِ إذا أطَعْنَاكَ واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ما تَقَدَّمَ مِنْهَا وَما تَأَخَّرَ * والطُفْ بِنَا لُطْفاً يَحْجُبُنَا عَنْ غَيْرِكَ ولا يَحْجُبُنا عَنْكَ فإِنَّكَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ * اَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ لِساناً رَطْباً بِذِكْرِكَ وَقَلْبَاً مُنَعّماً بِشُكْرِكَ وَبَدَناً هَيِّناً لَيِّناً لِطَاعَتَكَ وَأَعْطِنا مَعَ ذَلِكَ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ على قَلبِ بَشَرٍ كَمَا أخْبَرَ بِهِ رسُولُكَ e حَسْبَمَا عَلِمْتَهُ بِعِلْمِكَ وَأَغْنِنا بِلا سَبَبٍ واَجْعَلنَا سَبَبَ الغِنَى لِأوْلِيَاءِكَ * وبَرْزَخَاً بَينَهُم وبيَنَ أَعدائِكَ * إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * اَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ إيمَاناً دائِماً * وَنَسْأَلُكَ قَلبَاً خاشِعَاً ونَسْأَلُكَ عِلْمَاً نافِعَاً * وَنَسْأَلُكَ يَقيناً صادِقاً * ونَسْأَلُكَ ديناً قَيِّماً * ونَسألُكَ العافيةَ مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ * ونَسأَلُكَ تَمامَ العافِيةِ وَنَسْألُكَ الشُكْرَ على العافِيَةِ وَنَسْأَلُكَ الغِنَى عَنِ النَّاسِ (3) اَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ التَوبَةَ الكامِلَةَ * والمَغْفِرَةَ الشَّامِلَةَ * وَالمَحَبَّةَ الجامِعَةَ والخُلَّةَ الصَّافِيَةَ وَالمَعْرِفَةَ الواسِعَةَ وَالأَنْوَارَ السَّاطِعَةَ * والشَّفَاعَةَ القَائِمَةَ والحُجَّةَ البالِغَةَ والدَّرَجَةَ العالِيَةَ * وَفُكَّ وَثَاقَنَا مِنَ المَعْصِيَةِ وَرَهَانَنَا مِنَ النِّقْمَةِ بِمَواهِبِ الِمنَّةِ اَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ التوبَةَ ودَوَامَهَا * وَنَعوذُ بِكَ مِنَ المَعْصِيَةِ وَأَسْبَابِهَا وَذَكِّرْنَا بِالخَوفِ مِنْكَ قَبْلَ هُجُومِ خَطَراتِهَا * وَاحْمِلْنَا عَلى النَّجاةِ مِنْها وَمِنْ التَّفَكُّرِ في طَرَائِقِهَا وَامْحُ مِنْ قُلوبِنَا حَلاوَةَ ما اجْتَنَيْنَاهُ مِنْهَا * وَاسْتَبْدِلْهَا بِالكَراهَةِ لَهَا والطَّعْمِ لِمَا هُوَ بِضِدِّهَا * وَأَفِضْ عَلَيْنَا مِنْ بَحْرِ كَرَمِكَ وَجُودِكَ حَتَّى نَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا على السَّلامَةِ مِنَ وَبَالِهَا * واجعَلنَا عِنْدَ المَوتِ ناطِقِينَ بِالشَّهادَةِ عَالِمِيَن بِهَا (3) وَارأَفْ بِنَا رَأْفَةَ الحَبيبِ بِحَبِيبِهِ عِنْدَ الشَّدائِدِ وَنُزُولِها وَأَرِحْنَا مَنْ هُمُومِ الدُّنيَا وَغُمومِهَا بِالرَّوحِ والرَّيحانِ إلى الجَنَّةِ وَنَعيمِهَا * اَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ تَوبَةً سابِقَةً مِنْكَ إلَيْنَا لِتَكونَ تَوْبَتُنَا تَابِعَةً إِليَكَ مِنَّا وَهَبْ لَنَا التَّلَقِّيَ مِنْكَ كَتَلَقِّي آدَمَ مِنْكَ الكَلِمَاتِ * لِيَكونَ قُدْوَةً لِوَلَدِهِ في التَّوبَةِ والأَعمالِ الصَّالِحَاتِ * وباعِدْ بَينَنَا وَبَيْنَ العِنَادِ والإِصْرارِ والشَّبَهِ بِإِبْليسَ رأْسِ الغُوَاةِ * واجْعَلْ سَيِّئَاتِنَا سَيِّئاتِ مَنْ أحبَبْتَ * ولا تَجْعَلْ حَسَناتِنَا حَسَناتِ مَنْ أَبْغَضْتَ * فَالإِحْسانُ لا يَنْفَعُ مَعَ البُغْضِ مِنْكَ * والإِساءَةُ لا تَضُرُّ مَعَ الحُبِّ فيكَ * وَقَدْ أَبْهَمْتَ الأَمْرَ عَليْنَا لِنَرجُوَ وَنَخَافَ فَآمِنْ خَوفَنَا وَلا تُخَيِّبْ رَجآئَنَا واعْطِنَا سُؤْلَنَا فَقَدْ أَعطَيْتَنَا الإيْمَانَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَسأَلَكَ وَكَتَبْتَ وَحَبَّبْتَ * وَزَيَّنْتَ وَكَرَّهْتَ * وأَطْلَقْتَ الأَلْسُنَ بما بِهِ تَرْجَمَتْ فَنِعْمَ الرَّبُّ أَنْتَ فَلَكَ الحَمْدُ على ما أَنْعَمْتَ * فَاغْفِرْ لَنَا ولا تُعاقِبْنَا بِالسَّلْبِ بَعْدَ العَطاءِ * وَلا بِكُفْرانِ النِّعَمِ وَحِرْمَانِ الرِّضَا * اَللَّهُمَّ رَضِّنَا بِقَضَائِكَ وَصَبِّرْنَا عَلى طاعَتِكَ وَعَنْ مَعْصِيَتِكَ وَعَنْ الشَهَوَاتِ المُوجِبَاتِ لِلنَّقْصِ والبُعْدِ عَنْكَ* وَهَبْ لَنَا حَقِيقَةَ الإيمَانِ بِكَ حَتَّى لا نَخَافَ غَيْرَكَ ولا نَرْجو غَيْرَكَ ولا نُحِبَّ غَيْرَكَ وَلا نَعْبُدَ شَيْئَاً سِواكَ * وَأَوْزِعْنَا شُكْرَ نَعْمائِكَ وَغَطِّنَا بِرِداءِ عافِيَتِكَ وانْصُرْنَا باليَقينِ والتَّوَكُّلِ عَليْكَ وَأَسْفِرْ وُجُوهَنَا بِنورِ صِفاتِكَ وأَضْحِكْنَا وبَشِّرْنا يَوْمَ القِيَامَةِ بَيْنَ أَوْليَائِكَ واجْعَلْ يَدَكَ مَبْسوطَةً عَلَيْنا وَعَلى أَهْلِينَا وأَولادِنَا وَمَنْ مَعَنَا بِرَحْمَتِكَ وَلا تَكِلْنَا إِلى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ ولا أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ * (يا نِعْمَ المُجيبُ ) (3) يا مَنْ هُوَ هُوَ هُوَ في عُلُوِّهِ قَريبٌ * يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ * يا مُحيطاً بِالليالي وَالأيَّامِ * أَشْكُو إِلَيْكَ مِنْ غَمِّ الحِجَابِ * وَسُوءِ الحِسَابِ وَشِدَّةِ العَذَابِ * وَإِنَّ ذَلِكَ لَوَاقِعٌ مَالَهُ مِنْ دافِعٍ إِنْ لَمْ تَرْحَمَنِي * (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ)*(3) ولقَدْ شَكَى إلَيْكَ يَعْقُوبُ فَخَلَّصْتَهُ مِنْ حُزْنِهِ وَرَدَدْتَ عَلَيْهِ ما ذَهَبَ مِنْ بَصَرِهِ وَجَمَعْتَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَلَدِهِ * وَلَقَدْ ناداكَ نُوحٌ مِنْ قَبْلُ فَنَجَّيْتَهُ مِنْ كَرْبِهِ * وَلَقَدْ ناداكَ أَيُّوبُ مِنْ بَعْدُ فَكَشَفْتَ ما بِهِ مِنْ ضُرِّهِ * وَلَقَدْ نَاداكَ يُونُسُ فَنَجَّيتَهُ مِنْ غَمِّهِ * ولَقَدْ ناداكَ زَكَرِيَّا فَوَهَبْتَ لَهُ وَلَداً مِنْ صُلْبِهِ بَعْدَ يَأْسِ أَهْلِهِ وَكِبَرِ سِنِّهِ * وَلَقَدْ عَلِمْتَ ما نَزِلَ بِإبراهيمَ فَأَنْقَذْتَهُ مِنْ نَارِ عَدُوِّهِ وَأَنْجَيْتَ لُوطاً وَأَهْلَهُ مِنَ العذابِ النَّازِلِ بِقَومِهِ * فَهَا أَنَا عَبْدُكَ إِنْ تُعَذِّبْنِي بِجَميعِ ما عَلِمْتَ مِنْ عَذابِكَ فَأَنَا حَقِيقٌ بِهِ وَإِنْ تَرْحَمْني كَمَا رَحِمْتَهُمْ مَعَ عِظَمِ إجرامي فَأَنْتَ أَوْلى بِذَلِكَ وَأَحَق مَنْ أَكْرَمَ بِهِ فَلَيْسَ كَرَمُكَ مَخْصوصاً بِمَنْ أَطاعَكَ وَأَقْبَلَ عَلَيْكَ بَلْ هُوَ مَبْذولٌ بِالسَّبْقِ لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلقِكَ وَإِنْ عَصَاكَ وَأَعْرَضَ عَنْكَ وَلَيْسَ مِنَ الكَرَمِ أَنْ لا تُحْسِنَ إِلاَّ لِمَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ وَأَنْتَ المِفْضالُ الغَنِيُّ * بَلْ مِنَ الكَرَمِ أَنْ تُحْسِنَ إِلى مَنْ أَساءَ إِلَيْكَ وَأَنْتَ الرَّحيمُ العَلِيُّ * كَيفَ وَقَدْ أَمَرتَنَا أَنْ نُحْسِنَ إِلى مَنْ أَساءَ إليَنا فَأَنْتَ أَوْلى بِذَلِكَ مِنَّا * (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ ) * (3) يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ يا رَحْمنُ يا رَحيمُ يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا مَنْ هُوَ هُوَ هُوَ * يَا هُوَ إِنْ لَمْ نَكُنْ لِرَحْمَتِكَ أَهلاً أَنْ نَنَالَها فَرَحْمَتُكَ أَهْلٌ أَنْ تَنالَنَا * يَا رَبَّاهُ * يا مَولاهُ * يا مُغيثَ مَنْ عَصَاهُ * أَغِثْنَا (3) يا رَبُّ يا كريمُ وارْحَمْنَا يا بَرُّ يا رَحيمُ يا مَنْ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ والأرْضَ ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ العَلِيُّ العَظيمُ أَسْأَلُكَ الإيمانَ بِحِفْظِكَ إيماناً يَسْكُنُ بِهِ قَلبي مِنْ هَمِّ الرِّزْقِ وخَوفِ الخَلْقِ واقْرُبْ مِنِّي قُرْبَاً تَمْحَقُ بِهِ عَنِّي كُلَّ حِجَابٍ مَحَقْتَهُ عَنْ إِبْراهيمَ خَلِيلِكَ فَلَمْ يَحْتَجْ لِجِبْريلَ رَسُولِكَ وَلا لِسُؤَالِهِ مِنْكَ وَحَجَبْتَهُ بِذَلِكَ عَنْ نَارِ عَدُوِّهِ وَكَيْفَ لا يُحْجَبُ عَنْ مَضَرَّةِ الأَعداءِ مِنْ غَيَّبْتَهُ عَنْ مَنْفَعَةِ الأَحِبَّاءِ * كَلاَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُغَيِّبَني بِقُرْبِكَ مِنِّي حَتَّى لا أَرَى ولا أَسْمَعَ وَلا أُحِسَّ بِقُرْبِ شَيءٍ وَلاَ بِبُعْدِهِ عَنِّي *إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ * وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ  * وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا * اَلَّلهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْراهيمَ وَعَلَى آلِ إِبْراهيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بارَكْتَ عَلَى إِبْراهيمَ وَعَلى آلِ إِبْراهيمَ في العَالَمِيَن إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجيدٌ (3)

* سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *


 

نُشِرت في إسلاميات | 8 تعليقات

رسالة إلى العشاق


الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
الحب غريزة فطرية في الإنسان ، خلقها الله فيه كما خلق بقية الغرائز ، والحب هو أقوى محركات القلوب ، حتى في توجه الإنسان إلى ربه ، إنما في الحقيقة يحركه الحب ، حب الله تعالى ، وحب نعيم الجنة ، وحب السلامة من عذاب النار.
، ولهذا السبب يبقى الحب في الجنة ، ويزول الخوف والرجاء ، مع أن هذه الثلاثة مجتمعة هي التي تحرك الإنسان للعمل الصالح ، ولكن الحب أقواها ، فيذهب الخوف في الجنة ، لان الله تعالى يعطي أهلها الأمان ، ويذهب الرجاء لان الإنسان يكون قد حصل على ما كان يرجوه ، فيتوقف رجاؤه ، اللهم إلا رجاء البقاء والاستمرار في النعيم .
وحتى يذهب الله تعالى عنهم كدر رجاء الخير المتوقع ، لان انتظار ذلك فيه نوع من انزعاج النفس واضطرابها ، يعجل لهم البشرى بالخلود في الرضوان ، قال صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة: فيقولون: لبيك ربنا وسعديك! والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني,فلا أسخط عليكم بعده أبداً متفق عليه من حديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه .
والمقصود أن الخوف والرجاء يذهبان ، ويبقى الحب في الجنة ، بل هو أعلى نعيم الجنة ،فحب الله تعالى وكماله بالنظر إلى المحبوب ، هو أعلى نعيم الجنة ، وإذا نظر أهل الجنة إلى الله تعالى ، صاروا في سعادة أكبر من كل ملذات جنات النعيم ، ولهذا قـــــــــــال تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) فقدم الجار والمجرور للحصر ، كأن الوجوه عميت عن كل شيء في الجنة من النعيم ، فلا ترى إلا وجه الله تعالى ، وصح في الحديث ( فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى وجه الله تعالى ) رواه مسلم .
والحاصل أن الحب غريزة خلقها الله في الإنسان ، ولهذا لم يحرم الله تعالى على عباده أن يحبوا ، ولكنه أمرهم أن يحبوا ما ينبغي أن يحب ، ويبغضوا ما ينبغي أن يبغض ، بمعنى أن يوجهوا هذه الغريزة إلى الخير ، كما هو شأن جميع أوامر الله تعالى ، يرشد عباده أن يوجهوا غرائزهم إلى الخير ، لا أن يتجاهلوها أو يكبتوها ، مثل الغريزة الجنسية ، يأمرنا الله تعالى بالنكاح المشروع ، لتوجيه هذه الغريزة إلى الخير ، قال تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) وقال صلى الله عليه وسلم ( تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم) رواه أبو داود ، وحرم الله تعالى السفاح لأنه وضع الغريزة في الشر والفساد ، لا الخير والرشاد .
وكذلك الحب يأمرنا الله تعالى أن نوجه هذه الغريزة الفطرية توجيها صحيحا ، فنحب إذا أحببنا في الله تعالى ، ونبغض إذا أبغضنا في الله ، وإذا أحب الرجل امرأة جعل حبه في إطار ما يرضي الله تعالى ، فيحمي هذه الحب من نزوات الشيطان ، ومن مخالفة الرحمن ، فلا يعصي الله تعالى في هذه العلاقة ، ولا يخلو بالمرأة ، ولا يتلذذ برؤيتها وسماع صوتها ويأنس بذلك ، وهي ما زالت أجنبية عنه في حكم الله تعالى ، وإن كان يحترمها حقا ، فليترفع عن معصية الله فيها.
وإن كان يحبها حقا ، فليطهر حبه من جعله وسيلة للوقوع فيما يسخط الله ، فليجعل الله تعالى رقيبا عليه ، وليسأل الله تعالى أن يجمع بينهما على رضوانه ، فيخطبها ويتزوجها ، ثم يحل له منها ما يحل بين المحبين من اتصال الأجساد في مرضاة الله تعالى ، الذي يؤكد وصال الأرواح الملتقية على تقوى الله .
هكذا يأمر الله تعالى بتوظيف الحب توظيفا في رضاه كما قال صلى الله عليه وسلم : ( وفي بضع ( مجامعة الزوجة ) أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في الحرام أليس كان يكون عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال يكون له أجر) رواه مسلم من حديث أبى ذر رضي الله عنه .
وكل غرائز الإنسان للشيطان فيها مدخل ، وعلى العاقل أن يبصر كيد الشيطان ، ويحمي عواطفه من أن تكون صيدا سهلا لإبليس ، وكم أردى الشيطان من بني الإنسان ، في مكيدة الحب والعشق ، فزين لهم أن الوصال بالمحبوب لا شيء فيه ، فحمل المحبين ذلك إلى الأنس بالحديث من وراء ستر ، بالهاتف أو الإنترنت ، حتى إذا امتلأ القلب وانشغل بهذا البلاء ، انتقل بهما إلى اللقاء ، ثم إلى اللمس والتقبيل ، ثم دنس المحبين بقذارة الفواحش ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلـــــم ( ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) رواه الترمذي من حديث عمر رضي الله عنه .
والخلاصة أن الفتى إن أحب فتاة ، أو الفتاة إن أحبت فتى ، والرجل إن أحب امرأة ، أو العكس ، فليعلما أن الله

تعالى الذي جعل فيهما هذه الغريزة ، أمر أن يجعلها الإنسان في مرضاة الله تعالى ، لا في سخطه ، فقد تقود هذه الغريزة الإنسان إلى الخير والسعادة ، وقد يقوده الشيطان بها إلى الشر والتعاسة ، والمعيار هو في ضبط هذه الغريزة بأوامر الله تعالى وإرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم .
فإن فعل ذلك واتقى الله في حبه ، وفي علاقته بالمرأة التي يحبها ، فليكف عن الحديث معها ــ إلا ما كان لابد منه في شأن الخطبة والزواج ــ وليتقدم إلى خطبتها فإن رضوا به ، كان بينهما موعد لقاء المحبين ، على مرضاة رب العالمين ، بالزواج على كتاب الله وسنة سيد المرسلين ، وإن طال الزمن ،بين الخطبة والزواج ، فليصبر ، وليجعل تقوى الله بين عينيه ، وليكن طلب مرضات الله في كل سكناته وحركاته في شغاف قلبه .
وإن لم يرضوه زوجا لمن يحب ، أو حال بين الزواج بينهما أمر ما ، فليتعفف ويصبر ، ويعلم أن هذه محنة ابتلاه الله بها ، لينظر هل حبه لله أعظم من كل محبوب ، فليصبر إذن على قدر الله ، وليرض بقضائه !! والسعيد من نجا من البلاء بالأمر المحمود ، وكان حب الله في قلبه غاية المقصود .
هذا لمن يريد أن يكون محبا لله معظما لأمره ، وهذا لمن يريد أن يكون محبا عفيفا متقيا ربه في محبوبه ، أما من يريد أن يتبع نزوات الشيطان ، وتتحكم فيه الشهوة واللذة ، فكلما اشتهى الوصال بالمحبوب ، اتصل وأمتع سمعه بصوته ، وقلب نظره في صورته ، وتلذذ بأنس حديثه ، فما هذا إلا أول تلبيس إبليس ، هذا طريق أوله معصية ، وآخره خيبة ، فلا والله ، ثم والله ، ليس هذا في مرضاة الله في شيء ، فأفيقوا أيها العشاق من سكرة الشيطان ، أفيقوا قبل فوات الأوان .

نُشِرت في غير مصنف | أضف تعليق